قد لا تجد مختصا في الاستثمار والتخطيط المالي الا وتجده يتحدث عن الادخار واهميته وكونه الخطوة الاولى في سبيل تحسين الأوضاع المادية للفرد , ولكن السؤال الذي يطرح نفسه , لماذا الإدخار ؟ لانه وبكل بساطة , الادخار هو طريق تكوين رأس المال والذي ستجعله في الاستثمار , وبالتالي , دون ادخار لن تملك راس مال للاستثمار .
وتجدر الاشارة هنا الى ان الادخار بمفهومه التقليدي , يعد من الأخطاء المالية , والخطوات غير المجدية في المدى الزمني المتوسط والطويل , والسبب في ذلك يعود الى تأثر النقد بعوامل التضخم ومخاطر انخفاض العملة والقوة الشرائية , وبذلك يستعاض عن هذا المفهوم الناقص بأساليب ادخارية أكثر فاعلية وإنتاج , فما هي تلك الطرق؟
اولا نذكر الادخار السلبي كأسلوب يتجه فيه المدخر لشراء أصول آمنة مدرة للأرباح بقروض ميسرة ومناسبة من البنوك , ويعتبر قسطه الشهري بمثابة الادخار الشهري , بشرط ان لا يتجاوز ذلك القسط قدرته على الادخار أو 30% من راتبه على مدى خمس سنوات فقط , وهنا ننتبه من مغالطة شراء الأصول الكبيرة والمرهقة ماليا على مدى زمني متوسط او طويل الاجل .
ثانيا نذكر الادخار بالملكية وهو نموذج يقوم على شراء أصول مثل الأسهم والسندات الجزئية ووحدات صناديق المؤشرات وصناديق العقارات , بقيمة الادخار الشهري على مدى زمني لا يقل عن 5 سنوات , بحيث تكون لدى الشخص محفظة من تلك الأدوات التي تتفاعل مع السوق بشكل ايجابي وتعطي ارباح بمرور الوقت .
ثالث تلك الأساليب هو الادخار بالمعادن الثمينة مثل الذهب من عيار 24 وبحسب قدرة الشخص على الادخار الشهري , ويكون هذا الأسلوب مستهدفا جمع وزن محدد وتحويله الى نقد في أي من الأصول الأخرى المدرة , فالذهب والمعادن الثمينة لا تعطي عائد ربحي سنوي الى في حال الارتفاع , وبذلك تكون أداة لحصر القيمة والتي ستتحول الى رأس مال لشراء الأصل الاستثماري المستهدف .
مع كل ما سبق من الضروري الانتباه الى حسن اختيار الأصول , مع إدراك المستثمر لطبيعتها وكيفية التعامل معها , ومدى مناسبة تلك الخيارات الاستثمارية لوضعه المادي والاجتماعي والوظيفي كاعتبارات التقاعد وغيرها , وبحيث يكون التزامه في الطريق الصحيح والمثمر .